الأعراس في زمن الكورونا

كورونا شر لابد منه ، هذا الفيروس الذي ضرب العالم بأسره و لم يستثنِ جانبا من جوانب الحياة اليومية إلا و أثر فيه بشكل أو بآخر، حيث إمتدت تأثيراته إلى السياسة و الاقتصاد و الرياضة الحياة و حتى الإجتماعية و هي تأثيرات تتكشف تفاصيلها و مشاهدها كل يوم في أطراف المعمورة.
الأعراس هي الأخرى لم تسلم من كورونا في ضل القيود المفروضة و التدابير الصحية من حجر منزلي و حضر للتجوال ،و التي بمقتضاها تم منع أي تجمعات و من بينها حفلات الزواج و الأعراس.
فيروس كورونا أدخل المقبلين على الزواج في دوامة من التفكير و القلق و الإنتظار ، حيث فضل البعض تأجيل فرح خططوا له مطولا مخافة الإصابة بهذا الفيروس .
فيما فضل البعض الآخر عدم الإنتظار ليمر زفافهم بصورة عادية غير تقليدية ، و ذلك بإقامة حفل بسيط يجمع عائلة العروسين لينتقلوا بعدها إلى بيتهم الزوجي في صمت تام دون خرق للقوانين.
اليوم فرحة العمر أصبحت تفتقد للبهجة بما تقتضيه مرحلة الوضع السائده ، فجائحة كورونا جعلت العالم أسيراً مشتتا و فرضت علينا التعايش مع ظروف لم يكن يألفها ، فغابت عنها أبسط مظاهر العرس التقليدي و غاب عنها الفستان الأبيض ، فالحصول عليه بات أمرا صعبا ً مع إغلاق المحلات التجارية لا حفل و لا ضيوف و لا حلويات.
لا أحد منا كان يتخيل أن تفقد الأفراح أشكالها المعهودة ، في زمن أصبحت أكبر فرحة عند الناس أن لا يصابوا وأحبابهم بهذا الفيروس القاتل ، ففي زمن كورونا كل شيء قد تغير.
رغم أن كورونا غير أنماط العالم و عاداته ، و لربما ستستمر هذه التغيرات على المدى البعيد و تطال المزيد من العادات ، وجب علينا تقبل الأمر الواقع ، و التأقلم معه بأخذ الأمور بجدية و إيجابية ، إلى أن يرفع الله عنا هذا البلاء فدوام الحال من المحال ،و الفرج قريب بإذن الله.