ما هو سر “رائحة” الأطفال حديثي الولادة؟!

دائماً ما تجتاحنا رغبة عارمة في وضع أنوفنا على جسم طفل حديث الولادة و إستنشاق رائحته الجميلة ، فهي ببساطة أروع الروائح في العالم و لا يضاهيها أغلى عطر .
و مما لا شك فيه أنه من المستحيل وصف رائحة المولود الجديد، خاصة أن كل طفل له رائحة تميزه ، و لا تشبه أي رائحة أخرى ، و لكن الأكيد أنها ليست رائحة شامبو الأطفال أو الحفاضات المتسخة أيضاً ، حيث لن يتمكن أحد حتى من تحديد طبيعتها بالضبط في معظم الأحوال ، و الأغرب من هذا أنها في أحد الأيام ستختفي، و غالباً دون أن تلاحظ الأم أو من حول الرضيع أنها كانت تتلاشى.
الإقبال على العطر الذي يشبهك المخدر في وصفه ؛يدفعنا دائماً لطرح التساؤل عن السبب الأكيد “لرائحة المولود الجديد”..؟!
على ما يبدو أنه لا أحد يعلم السبب الرئيسي لهذه الرائحة و لكن تبعاً لعلماء الكيمياء إحدى النظريات تشير إلى أنها نابعة من المواد الكيميائية التي تفرزها الغدد العرقية للطفل ، فيما قال أحد العلماء لصحيفة Washington Post إنها مزيج من 250 مادة كيميائية ، كما اشار البعض إلى أن رائحة الطفل الجديدة هي في الحقيقة مزيج من السائل الأمنيوسي و البكتيريا و حليب الثدي و مكونات أخرى لا نجدها عادة في عطر جذاب.
موقع HowStuffWorks الأمريكي أشار إلى أن رائحة الطفل تخلق رابطة قوية بين الأم و طفلها و لربما تخدم هذه الرائحة غرضاً تطورياً أيضاً، كمساعدة الأم في التعرف على طفلها بسهولة أكبر، بالطريقة نفسها التي يتمكن الأطفال بها من التعرف على أمهاتهم عن طريق الشم بصورة شبه فورية.
رائحة الطفل في أشهره الأولى رائعة ، أخاذةٌ و ساحرة و غير قابلة للوصف، فيعشقُها كل من يقترب منها ، كما تؤدي إلى تحفيز المناطق الدماغية المرتبطة بالمكافأة عند الأمهات حيث يتعاملن معها على أنها “حلوى لذيذة” أو “مخدر” هناك من يجزم طبياً بأنّ شمّ الرضيع يُحفّز إفراز مادة الدوبامين التي تُشعر بالسعادة ، فمن منا من لم يشعر بالراحة و الهدوء فور إستنشاق رائحة مولود جديد .